دليل شامل لمقياس EBITDA يُستخدم مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك (EBITDA) بشكل شائع لتقييم الأداء المالي للشركات.
دليل شامل لمقياس EBITDA مقدمة: يُعتبر مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك (EBITDA) من المقاييس المالية الشائعة التي تستخدمها العديد من الشركات لتقييم أدائها المالي. ويرى البعض أنه يقدم صورة أكثر دقة عن الكفاءة التشغيلية للشركة، حيث يستبعد التكاليف غير المرتبطة مباشرة بالعمليات الرئيسية. ومع ذلك، هذا المقياس لا يخلو من الانتقادات، حيث يرى البعض الآخر أنه قد يعطي صورة مضللة عن الوضع المالي الحقيقي للشركة، خاصة إذا تم استخدامه بشكل منفرد دون النظر إلى مؤشرات مالية أخرى.
في هذا المقال، سنستكشف مفهوم EBITDA وأهميته، وسنناقش مزاياه وعيوبه، وسنسلط الضوء على وجهات النظر المختلفة حول مدى فعاليته كمقياس لتقييم أداء الشركات.
يُستخدم مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك (EBITDA) بشكل شائع لتقييم الأداء المالي للشركات وقياس ربحيتها. يهدف هذا المقياس إلى إعطاء صورة أوضح عن الأرباح النقدية المتأتية من العمليات التجارية الرئيسية، وذلك عن طريق استبعاد التكاليف غير النقدية مثل الاستهلاك والإهلاك، بالإضافة إلى الفوائد والضرائب.
يتيح مقياس EBITDA للمستثمرين تقييم ربحية الشركات والأنشطة التجارية بشكل أفضل، مما يساعدهم على اتخاذ قرارات استثمارية سليمة بناءً على فهم شامل لمصادر التمويل وجداول الإهلاك التقديرية.
على الرغم من شعبيته، يواجه مقياس EBITDA انتقادات بسبب استبعاده للنفقات الرأسمالية من المعادلة، مما قد يعطي صورة غير دقيقة عن الوضع المالي الحقيقي للشركة. ومن بين المنتقدين البارزين لهذا المقياس رجل الأعمال والمستثمر الأمريكي الشهير وارن بافيت.
نظرًا للمخاوف المتعلقة بإمكانية تضليل المستثمرين، قامت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) بحظر الشركات التي تعتمد على EBITDA لتقييم ربحية السهم. كما طالبت الهيئة الشركات بتقديم شرح مفصل لكيفية حساب الأرباح وصافي الدخل لضمان الشفافية.
يتطلب حساب EBITDA الحصول على أربعة معطيات أساسية: الفوائد، والضرائب، والاستهلاك، والإهلاك. تتوفر هذه المعلومات في السجلات المالية للشركة، حيث يمكن استخلاص الفوائد والضرائب من قائمة الدخل، بينما يتم الحصول على بيانات الاستهلاك والإهلاك من حواشي الأرباح التشغيلية أو بيان التدفق النقدي.
هناك طريقتان رئيسيتان لحساب EBITDA:
EBITDA = الدخل التشغيلي + الاستهلاك + الإهلاك
EBITDA = صافي الدخل + نفقات الفائدة + الضرائب + الاستهلاك + الإهلاك
يستخدم مقياس الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك (EBITDA) بشكل شائع في القطاعات التي تتطلب استثمارات رأسمالية كبيرة أو تعتمد على أصول غير ملموسة مثل براءات الاختراع وحقوق النشر. يتميز هذا المقياس باستبعاده للتكاليف المالية والضريبية، بالإضافة إلى نفقات الاستهلاك والإهلاك، مما يسلط الضوء على الأداء التشغيلي الأساسي للشركة.
يعتبر EBITDA مقياسًا مفيدًا للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا والبحث، حيث يمكن استخدامه لتقييم نجاحها في المراحل المبكرة، خاصة عندما تكون تكاليف الاستهلاك والإهلاك مرتفعة بسبب الاستثمارات في الأصول غير الملموسة.
على الرغم من فائدته في بعض القطاعات، إلا أن استخدام EBITDA لا يخلو من الانتقادات. يرى البعض أنه قد يخفي التغيرات في الربحية الأساسية للشركة، كما هو الحال في قطاع خطوط أنابيب الطاقة، حيث يمكن أن تتأثر الأرباح بتغيرات في أسعار النفط والغاز.
لنفترض أن شركة ما حققت إيرادات بقيمة 50 مليون ريال سعودي، وأنفق 10 ملايين ريال سعودي على المصاريف العامة و20 مليون ريال سعودي على تكلفة البضائع المباعة.
يعتبر EBITDA مقياسًا غير معترف به وفقًا للمبادئ المحاسبية المقبولة عمومًا (GAAP)، ولا يسمح بإدراجه في التقارير المالية الرسمية. يعود ذلك إلى عدم وجود معيار موحد لحسابه، مما يفتح الباب أمام الشركات للتلاعب بنتائجه.
قد تركز بعض الشركات على EBITDA أكثر من صافي الدخل، لأنه يعطي انطباعًا أفضل عن أدائها المالي. يجب على المستثمرين توخي الحذر من الشركات التي تروج بشكل مفاجئ لنتائج EBITDA بعد إخفائها سابقًا، فقد يكون ذلك مؤشرًا على وجود ديون أو مصاريف كبيرة.
يتجاهل EBITDA تكلفة الأصول (نفقات رأس المال) عند تقييم ربحية الشركة، حيث يركز فقط على العمليات التشغيلية والمبيعات. يعتبر البعض، مثل وارن بافيت، أن هذا التجاهل يجعل EBITDA مقياسًا غير دقيق للربحية الحقيقية للشركة.
بشكل عام، كلما ارتفعت قيمة EBITDA، كان ذلك أفضل، حيث يشير إلى زيادة في ربحية الشركة. ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن EBITDA يستبعد النفقات النقدية للفائدة والضرائب، بالإضافة إلى تكلفة استبدال الأصول المادية على المدى الطويل.
يتم خصم قيمة الأصول غير الملموسة (مثل الملكية الفكرية والعلامات التجارية) بشكل تدريجي في EBITDA بناءً على قيمتها المدرجة في قائمة الدخل.
في الختام، يعتبر مقياس EBITDA أداة مفيدة لتقييم الأداء المالي للشركات، خاصةً في القطاعات التي تتطلب استثمارات رأسمالية كبيرة. فهو يوفر نظرة ثاقبة على الربحية التشغيلية للشركة وقدرتها على توليد النقد، مما يساعد المستثمرين والمحللين على اتخاذ قرارات مستنيرة. ومع ذلك، يجب أن ندرك أن EBITDA ليس مقياسًا مثاليًا. فهو لا يعكس التكاليف الرأسمالية، التي قد تكون مرتفعة في بعض القطاعات، كما أنه يمكن التلاعب بنتائجه. لذلك، ينبغي استخدامه بحذر وبالتزامن مع مؤشرات مالية أخرى للحصول على صورة شاملة عن الوضع المالي للشركة.
في النهاية، يمكن القول إن EBITDA هو أداة قيمة، ولكنها ليست كاملة. يجب على المستثمرين والمحللين أن يكونوا على دراية بمزاياها وعيوبها، وأن يستخدموها بحكمة كجزء من عملية تقييم شاملة لأداء الشركات.
دليل شامل لمقياس EBITDA