نوت وإدارة المشاريع تُعد إدارة المشاريع التقليدية في قطاع البناء منهجًا مُجربًا، يتبع تسلسلًا صارمًا للمراحل، حيث تُنجز كل خطوة قبل البدء...
نوت وإدارة المشاريع المقدمة: تُعد إدارة المشاريع التقليدية في قطاع البناء منهجًا مُجربًا، يتبع تسلسلًا صارمًا للمراحل، حيث تُنجز كل خطوة قبل البدء في التالية. يُعرف هذا النهج بنموذج الشلال، وقد ساد استخدامه نظرًا لطبيعته الخطية التي تتناسب مع سير العمل في البناء، فمثلًا، لا يمكن بناء الهيكل العلوي قبل إرساء الأساس. يبرز هذا النهج في المشاريع ذات المتطلبات والأهداف الواضحة والمحددة مسبقًا، مما يقلل من الغموض. يركز على الكفاءة في تنفيذ الأنشطة وفقًا للخطة الأولية. تُعتبر الخطط والجداول الزمنية التفصيلية للغاية نقطة قوة أساسية، إذ تُسهل التكامل بين إدارة المشروع وضوابط الجودة. كما أنه مثالي للمشاريع التي تتطلب وثائق رسمية دقيقة وعمليات روتينية يمكن التنبؤ بها، وهو أمر شائع في مشاريع البناء والهندسة.
أجرى Lalmi وزملاؤه (2025) بحثًا معمقًا لتحديد الممارسات التقليدية الأكثر استخدامًا في صناعة البناء. كشفت دراستهم، التي شملت 100 متخصص في إدارة المشاريع، عن انتشار واسع لممارسات أساسية مثل:
بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم ممارسات الإغلاق على نطاق واسع، مثل إغلاق العقد وتقرير إغلاق المشروع واجتماع إغلاق المشروع. كما تُعد ممارسات التعلم والتنظيم، مثل الدروس المستفادة وتحديد هيكل تقسيم العمل (WBS)، ذات أهمية.
على النقيض، أظهرت الدراسة تبنيًا محدودًا للتقنيات الحديثة، خاصة تلك المتعلقة بإدارة القيمة المكتسبة والتحكم الإحصائي في العمليات، مثل إدارة القيمة المكتسبة (EVM) وتحليلها. وبالمثل، كانت التقنيات المتقدمة مثل محاكاة مونت كارلو أقل استخدامًا، مما يشير إلى دمجها المحدود في ممارسات إدارة مشاريع البناء الحالية.
يُقر البحث بأهمية تقنيات إدارة المشاريع التقليدية، نظرًا للطبيعة الخطية لتدفقات العمل في البناء. تشمل نقاط قوة هذا النهج القدرة على تقدير جميع الأعمال، وتقييم التكاليف والموارد، والتحكم في النفقات وسير العمل على مدار دورة حياة المشروع. تُسهل الخطط والجداول الزمنية المفصلة التحكم في المشروع وضمان الجودة، بينما تُعد الوثائق الرسمية والنظام المنظم جيدًا علامات مميزة لها، وهو أمر حيوي في قطاع البناء حيث تُعد الالتزام باللوائح والتواصل الواضح ضروريًا.
ومع ذلك، يثير البحث تساؤلات حول مدى كفاية الاعتماد الكلي على الأساليب التقليدية في بيئة تزداد فيها تعقيد المشاريع وتتسم بالمتطلبات غير المؤكدة. فبالرغم من أن مهام البناء غالبًا ما تكون متسلسلة، فإن التحديات المتزايدة المتعلقة بالجودة والسلامة والاستدامة والابتكار، بالإضافة إلى الفرق المتعددة الثقافات في بيئة عالمية، تُضيف تعقيدات قد لا تتمكن النماذج الخطية التقليدية من التعامل معها بفعالية. تشير النتائج إلى فرص لدمج أساليب أحدث تركز على المراقبة والتحليل وإدارة المخاطر بشكل أكثر فعالية لمواجهة التعقيد المتزايد للمشروع.
تتميز بيئة البناء اليوم بتعقيد متزايد للمشاريع، غالبًا ما يرتبط بطبيعة المشاريع العالمية التي تضم فرقًا متعددة الثقافات. على الرغم من التوجه نحو الممارسات العالمية، لا تزال تحديات الأداء الضعيف، مثل تجاوزات التكلفة والوقت، شائعة. علاوة على ذلك، هناك توقعات متزايدة من العملاء لتحسين جودة الخدمة والقيمة. الجودة نفسها مفهوم ذاتي ومعقد في البناء. يتضمن تنفيذ مشاريع البناء العديد من أصحاب المصلحة ويتأثر بعوامل خارجية، مما يُساهم في التطور السريع لمشهد البناء الحالي. هذه البيئة الديناميكية تضع ضغوطًا متزايدة على قطاع البناء لتعزيز تسليم المشاريع وأدائها.
في ظل هذه التحديات والمتطلبات المتزايدة، يصبح دمج أنظمة مثل نوت في إدارة المشاريع أمرًا حيويًا. يمكن لـ نوت أن يُكمل المنهجيات التقليدية من خلال توفير:
باستخدام نوت، يمكن لمديري المشاريع في قطاع البناء الجمع بين قوة التخطيط التقليدي ومرونة الأدوات الحديثة، مما يُعزز من كفاءة إدارة المشروع ويُمكنهم من التكيف مع التحديات المتزايدة.
في الختام، يظل النهج التقليدي لإدارة المشاريع حجر الزاوية في قطاع البناء، وذلك بفضل طبيعته المنظمة التي تتناسب مع تسلسل مهام البناء. ومع ذلك، تُظهر الدراسة البحثية لـ Lalmi وآخرين (2025) أن الاعتماد الكلي على هذه الأساليب لم يعد كافيًا في مواجهة التعقيد المتزايد والتحديات المتغيرة لبيئة البناء الحديثة، مثل عولمة المشاريع وتوقعات العملاء المتزايدة. تُبرز الحاجة إلى دمج الأدوات التكنولوجية الحديثة مثل نوت والتي تُقدم مرونة في إدارة المهام، وتعزز التعاون، وتُحسن تتبع التقدم وإدارة المعرفة.