الحضور والانصراف في الطوارئ

الحضور والانصراف في الطوارئ سياسة الحضور والانصراف في الأجواء الطارئة هي مجموعة من الإجراءات والقواعد التي تنظم كيفية تعامل الموظفين مع...

ملف واحد 50_Page_25.png 66.29 KB

الحضور والانصراف في الطوارئ

الحضور والانصراف في الطوارئ مقدمة: تُعتبر سياسة الحضور والانصراف من الركائز الأساسية في أي بيئة عمل، حيث تؤثر بشكل مباشر على حساب الرواتب والأجور وساعات العمل الإضافي. وتكتسب سياسة الحضور والانصراف في الأجواء الطارئة أهمية خاصة، إذ تساعد الشركات على التنبؤ بالتبعات المترتبة على تأخر أو غياب الموظفين في ظل الظروف الاستثنائية، وتحدد القواعد الأساسية التي تحكم سير العمل في هذه الأوقات. 

في هذا المقال، سنستكشف هذا النوع من السياسات، ونناقش أهميته وتطبيقاته، مع تسليط الضوء على كيفية تناوله في نظام العمل السعودي.

 

ما هي الظروف التي تغطيها سياسة الحضور والانصراف في حالات الطوارئ؟

سياسة الحضور والانصراف في الأجواء الطارئة هي مجموعة من الإجراءات والقواعد التي تنظم كيفية تعامل الموظفين مع الحضور والانصراف خلال الظروف الاستثنائية. 

تتضمن هذه الظروف:

  • الأحوال الجوية السيئة: مثل الأمطار الغزيرة والسيول والثلوج.
  • الكوارث الطبيعية: مثل الفيضانات والعواصف الترابية والزلازل.
  • الظروف الصحية الطارئة: مثل الأوبئة والجوائح.
  • التهديدات الأمنية: مثل الحوادث الإرهابية أو الاضطرابات المدنية.
  • الأعطال التقنية: مثل انقطاع الكهرباء أو الإنترنت.
  • مشاكل الإمدادات: مثل نقص الوقود أو المواد الأساسية.

 

أهمية سياسة الحضور والانصراف في الأجواء الطارئة للشركات

تُعد سياسة الحضور والانصراف في الأجواء الطارئة أداة حيوية للشركات لأسباب متعددة:

1.تعزيز سلامة الموظفين: تُظهر هذه السياسة التزام الشركة بسلامة موظفيها وحرصها على توفير بيئة عمل آمنة حتى في الظروف الصعبة. 

كلما زادت مرونة السياسة في هذا الجانب، زاد رضا الموظفين وثقتهم في إدارة الشركة.

2.تجنب سوء الفهم والارتباك: تحدد السياسة بوضوح الإجراءات والمسؤوليات في حالات الطوارئ، مما يمنع حدوث أي لبس أو سوء فهم قد يؤثر على سير العمل.

3.دعم اتخاذ القرارات: توفر السياسة مرجعًا واضحًا للمديرين لاتخاذ قرارات سريعة وفعالة بشأن الحضور والانصراف في الأجواء الطارئة، مما يضمن استمرارية الأعمال قدر الإمكان.

4.التنبؤ بسلوك الموظفين: تساعد السياسة الشركة على توقع ردود أفعال الموظفين وخياراتهم في حالات الطوارئ، مما يمكنها من التخطيط المسبق والاستعداد بشكل أفضل.

 

خطوات إعداد سياسة حضور وانصراف فعالة في الأجواء الطارئة:

1.تحديد نمط العمل: 

حدد بوضوح كيف ستسير عملية العمل في ظل الظروف الطارئة. 

هل سيتم التحول إلى العمل عن بعد؟ هل سيتم الاعتماد على قرارات الجهات الرسمية (مثل تعليق الدراسة) لتحديد نمط العمل؟ يجب أن تكون هذه القرارات واضحة ومحددة في السياسة.

2.وضع قواعد للتأخر والخروج المبكر: 

حدد القواعد التي ستنظم التأخر والخروج المبكر في حالات الطوارئ. هل ستكون هناك استثناءات أو إعفاءات في هذه الحالات؟ على سبيل المثال، يمكنك السماح بالتأخير أو الخروج المبكر بسبب الأحوال الجوية السيئة، أو تحديد عدد ساعات التأخير المسموح بها.

3.تنظيم التعويضات والإجازات: 

يجب أن تتضمن السياسة قواعد واضحة بشأن التعويضات عن العمل في الأجواء الطارئة، وأيام العمل المدفوعة، والإجازات التطوعية. يجب تحديد أي خصومات أو إضافات ستُحسب على الموظفين خلال هذه الأيام.

4.تحديد آليات التواصل: 

حدد كيفية تواصل الموظفين مع مديريهم في حالات الطوارئ للإبلاغ عن التأخير أو الغياب. يمكنك استخدام البريد الإلكتروني، أو الرسائل النصية، أو أي وسيلة أخرى مناسبة.

5.مراجعة وتحديث السياسة: 

يجب مراجعة وتحديث سياسة الحضور والانصراف في الأجواء الطارئة بشكل دوري للتأكد من أنها لا تزال فعالة ومناسبة للظروف المتغيرة.

 

نظام العمل السعودي في الظروف الطارئة:

أكدت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية على حق صاحب العمل في القطاع الخاص بتحويل الموظفين للعمل عن بعد أو إعفائهم من الحضور إلى مقرات العمل في حال وجود مخاطر على سلامتهم بسبب الظروف الجوية. 

كما يمكن لصاحب العمل تعويض ساعات التأخير أو الغياب في أوقات أخرى بالاتفاق مع الموظف.

فيما يتعلق بإصابات العمل، تنص المادة السابعة والعشرون من نظام التأمينات الاجتماعية على اعتبار أي حادث يقع للموظف أثناء العمل أو بسببه، أو أثناء تنقله بين المنزل والعمل، أو أثناء تأديته لمهام متعلقة بالعمل، تسمى إصابة عمل.

تزداد احتمالية وقوع إصابات العمل في الأحوال الجوية السيئة، خاصة إذا تم إجبار الموظفين على الحضور وعدم منحهم المرونة اللازمة للعمل في مثل هذه الظروف. لذا، من الضروري أن تضع الشركات سياسات واضحة للتعامل مع الحضور والانصراف في الأجواء الطارئة، تراعي سلامة الموظفين وتضمن حقوقهم وفقًا لنظام العمل السعودي.

 

إرشادات فعالة لسياسة الحضور والانصراف في الأجواء الطارئة:

1.تفعيل قنوات التواصل: 

يجب على الشركة توفير قنوات تواصل فعالة وموثوقة مع الموظفين خلال الأجواء الطارئة. يمكن استخدام تطبيقات المراسلة الفورية، والبريد الإلكتروني، والرسائل النصية لنشر المعلومات الهامة بسرعة وفعالية. كما يُنصح بوضع خطة اتصال طارئة لضمان وصول المعلومات بشكل صحيح وسريع.

2.التدريب والتوعية المستمرة:

يجب تدريب الموظفين بشكل دوري حول كيفية التعامل مع الأوضاع الطارئة، وتوضيح سياسة الحضور والانصراف في هذه الحالات. يساعد التوعية على فهم الإجراءات والتدابير المتخذة، مما يعزز تعاون الموظفين والتزامهم بالسياسة.

3.التقييم والتطوير المستمر: 

يجب أن تكون سياسة الحضور والانصراف قابلة للتقييم والتطوير المستمر. يمكن عقد اجتماعات دورية لمراجعة أداء السياسة وجمع ملاحظات الموظفين. يساعد هذا النهج على تحديد أي تحديات أو نقاط ضعف في السياسة ومعالجتها، مما يضمن فعاليتها على المدى الطويل.

4.تبني المرونة في سياسات العمل:

يمكن النظر في تطبيق سياسات عمل مرنة، مثل ساعات العمل المرنة أو العمل عن بُعد، خلال الأجواء الطارئة. يعزز ذلك من قدرة الموظفين على العمل بفعالية رغم التحديات، ويضمن استمرارية الإنتاجية.

5.توفير الدعم اللازم للموظفين: 

يجب على الشركة توفير الدعم اللازم للموظفين خلال الأجواء الطارئة، سواء كان ذلك من خلال توفير وسائل النقل الآمنة، أو توفير المأوى والإمدادات الضرورية، أو تقديم الدعم النفسي والمعنوي. يساعد هذا الدعم على تخفيف الضغوط على الموظفين وتمكينهم من التركيز على عملهم.

6.الالتزام بالشفافية والإنصاف: 

يجب أن تكون سياسة الحضور والانصراف في الأجواء الطارئة شفافة ومنصفة لجميع الموظفين. يجب تطبيق القواعد والإجراءات بشكل عادل ومتسق على الجميع، دون تمييز أو محاباة.

 

الخاتمة

في الختام، تعد سياسة الحضور والانصراف في الأجواء الطارئة أداة لا غنى عنها لأي شركة تسعى للحفاظ على استمرارية أعمالها وسلامة موظفيها في وجه الظروف الاستثنائية. إن وضع سياسة واضحة وشاملة، تتضمن إجراءات محددة للتعامل مع مختلف أنواع الطوارئ، وتراعي حقوق وسلامة الموظفين، يساهم في تعزيز الثقة والولاء بين الموظفين والإدارة، ويضمن استمرارية الإنتاجية والكفاءة حتى في أصعب الظروف.

إن الالتزام بتطبيق هذه السياسة بشكل عادل وشفاف، وتوفير الدعم اللازم للموظفين خلال الأوقات الصعبة، يعكس التزام الشركة بمسؤوليتها الاجتماعية، ويعزز مكانتها كجهة عمل مسؤولة وجاذبة للمواهب. 

لذا، ينبغي على الشركات أن تولي اهتمامًا خاصًا لوضع وتنفيذ سياسة فعالة للحضور والانصراف في الأجواء الطارئة، وأن تراجعها وتحدثها بانتظام لمواكبة التغيرات والتحديات المتجددة.

الحضور والانصراف في الطوارئ