الموارد البشرية في المنشآت يُساء فهم دور إدارة الموارد البشرية في كثير من الأحيان حيث يقتصر تصور البعض على أنها مجرد قسم للتوظيف لكن ال...
الموارد البشرية في المنشآت مقدمة: يُساء فهم دور إدارة الموارد البشرية في كثير من الأحيان، حيث يقتصر تصور البعض على أنها مجرد قسم للتوظيف وتوزيع الرواتب. لكن الحقيقة أن إدارة الموارد البشرية تلعب دورًا محوريًا في نجاح أي شركة، فهي مسؤولة عن استقطاب وتطوير وإدارة الكفاءات البشرية، التي تُعد أهم أصول الشركة.
سواء كنت موظفًا يسعى لفهم دور إدارة الموارد البشرية في شركتك، أو مديرًا يرغب في تأسيس قسم فعال للموارد البشرية، أو حتى فردًا يتطلع إلى العمل في هذا المجال، فإن هذا المقال سيقدم لك نظرة شاملة حول دور إدارة الموارد البشرية وأقسامها المختلفة، وكيف يساهم كل قسم في تحقيق أهداف الشركة وتعزيز أدائها.
تعتمد الشركات والمشاريع التجارية على توفير منتجات أو خدمات تلبي احتياجات العملاء. ولتحقيق ذلك بنجاح، يتطلب الأمر توظيف مجموعة متنوعة من الموارد، بما في ذلك رأس المال، والمعدات، والمواد، والأهم من ذلك، الموارد البشرية. فبدون العنصر البشري، لن تتمكن أي شركة من تحقيق أهدافها، بغض النظر عن مدى توافر الموارد الأخرى.
تتنوع الأدوار التي يلعبها الموظفون في الشركة، فمنهم من يعمل في الإنتاج والتسويق والمبيعات، ومنهم من يعمل في التصميم والكتابة والمحاسبة، وغيرها من المجالات. ولكي تتمكن الشركة من تحقيق أهدافها، يجب أن يتم إدارة هذه الكفاءات البشرية وتوجيهها وتطويرها وتقييمها ومكافأتها بشكل فعال. وهنا يأتي دور إدارة الموارد البشرية، التي تُعرف أيضًا باسم إدارة البشر أو إدارة رأس المال البشري.
تعتبر إدارة الموارد البشرية من أكثر وظائف الأعمال أهمية وتعقيدًا، حيث تساهم بشكل مباشر في نجاح الشركة وتقدمها. فهي مسؤولة عن تطوير استراتيجيات الموارد البشرية التي تتماشى مع الأهداف الاستراتيجية للشركة، وتنفيذ هذه الاستراتيجيات من خلال مجموعة متنوعة من الأنشطة، مثل التوظيف والتدريب والتطوير، وتقييم الأداء، وإدارة الرواتب والمكافآت، وغيرها.
تتعدد وظائف وأقسام إدارة الموارد البشرية تبعًا لاحتياجات كل شركة، ولكن بشكل عام، يمكن تحديد الأدوار الأساسية التالية:
يبدأ بتحليل دقيق للمهام المطلوبة في الشركة وتقسيمها إلى وظائف محددة بوضوح، مع تحديد المسميات الوظيفية والأوصاف الوظيفية الدقيقة، بما في ذلك المهارات والمتطلبات اللازمة. ثم يأتي دور شغل هذه الوظائف واستقطاب الكفاءات المناسبة.
يركز هذا الدور على البحث عن المواهب في سوق العمل، وفلترة المتقدمين، وإجراء المقابلات والاختبارات لتحديد أفضل المرشحين. يعتبر التوظيف من أهم أدوار الموارد البشرية، حيث أن اختيار الموظف المناسب يساهم بشكل كبير في نجاح الشركة، بينما قد يؤدي التعيين الخاطئ إلى تكاليف باهظة وتأثيرات سلبية على الأداء.
يهدف هذا الدور إلى تعريف الموظف الجديد بثقافة الشركة وقواعد العمل، وتزويده بالتدريب اللازم لأداء مهامه بفعالية. يساهم الدمج الوظيفي في تسريع عملية تأقلم الموظف وزيادة إنتاجيته، كما يوفر فرصة إضافية لتقييم مدى ملاءمته للوظيفة والشركة.
تركز على توجيه جهود الموظفين نحو تحقيق أهداف الشركة الاستراتيجية، ورفع الإنتاجية والحفاظ على جودة العمل. يشمل ذلك تقييم أداء الموظفين بشكل دوري، وتقديم التوجيه والتدريب اللازم، وتقدير ومكافأة الإنجاز.
تهدف هذه الوظيفة إلى تطوير مهارات الموظفين وقدراتهم لمواكبة التغيرات في السوق وتحقيق أهداف الشركة. يشمل ذلك تحديد احتياجات التدريب، وتصميم وتنفيذ برامج تدريبية فعالة، وتقييم نتائج التدريب.
تتضمن إدارة الرواتب والحوافز والمكافآت، وتوفير التأمين الصحي والمزايا الأخرى التي تساهم في تحفيز الموظفين وزيادة رضاهم الوظيفي.
تركز على توفير بيئة عمل آمنة وصحية للموظفين، وحمايتهم من المخاطر والإصابات، وتعزيز صحتهم النفسية والجسدية.
تتعامل مع تنظيم العلاقات بين الموظفين والإدارة، وحل النزاعات، وضمان تطبيق قوانين العمل.
يشمل تطبيق برامج متخصصة في إدارة الموارد البشرية، مثل إدارة الرواتب والمؤشرات والأداء، وإعداد التقارير اللازمة.
تركز على استقطاب وتطوير والاحتفاظ بالموظفين ذوي الكفاءات العالية، وتوفير بيئة عمل محفزة لهم لتحقيق أقصى استفادة من قدراتهم.
تعتبر إدارة الموارد البشرية مسؤولة عن تطوير وتحسين هيكل الشركة وعملياتها وسياساتها بشكل مستمر. يشمل ذلك تحليل كيفية إنجاز المهام وتحديد الأهداف، وتنظيم الوظائف وتعيين الكفاءات المناسبة، وتحديد معايير الترقيات والتقييم.
تبدأ دورة الموارد البشرية بتحديد المهام وتجميعها في وظائف، ثم شغلها بالموظفين المؤهلين، وتدريبهم وتقييم أدائهم، وتعويضهم برواتب ومكافآت مناسبة، وضمان سلامة بيئة العمل والالتزام بالقانون.
تتنوع المسميات الوظيفية في إدارة الموارد البشرية، ولكن الوظائف الأكثر شيوعًا في الشركات السعودية اليوم هي مسؤول الموارد البشرية، واختصاصي الموارد البشرية، ومدير الموارد البشرية.
تقضي أقسام الموارد البشرية وقتًا وجهدًا كبيرًا في الأعمال الروتينية مثل الأعمال الورقية، ونشر إعلانات الوظائف، وحساب مؤشرات الأداء الرئيسية. ومع ذلك، يمكن لنظم إدارة الموارد البشرية أتمتة هذه المهام المتكررة، مما يوفر الوقت للموظفين للتركيز على مهام استراتيجية أكثر أهمية، مثل إدارة المواهب والتطوير الوظيفي والتخطيط الاستراتيجي للقوى العاملة.
تعتبر إدارة الرواتب من أكثر مهام الموارد البشرية حساسية وتعقيدًا، حيث تتطلب الدقة والامتثال للأنظمة والقوانين. تساعد نظم إدارة الموارد البشرية مثل نوت في تبسيط هذه العملية من خلال توفير وحدة محاسبة داخلية وأداة تدقيق وهيكل للمرتبات وعقود الموظفين، بالإضافة إلى الربط مع التأمينات الاجتماعية وتخزين البيانات بشكل آمن.
بفضل هذه الأنظمة، يمكن أتمتة حساب الاستقطاعات والضرائب ومواعيد الحضور والمكافآت والحوافز، وتوفير سجلات دقيقة لرواتب الموظفين، مما يقلل من الأخطاء ويحمي الشركة من المشاكل القانونية.
تعتبر نظم إدارة الموارد البشرية مثل نوت بمثابة قاعدة بيانات مركزية لجميع بيانات الموظفين، بدءًا من تاريخ التعيين وحتى التقاعد. يمكن إضافة بيانات الموظفين بسهولة من خلال الاستيراد الجماعي، وتحديثها بانتظام، وتجنب التكرار والتضارب في البيانات. كما تتيح هذه الأنظمة التحكم في وصول الموظفين إلى بوابة الخدمة الذاتية.
تساعد إدارة شؤون الموظفين في تسهيل اتخاذ القرارات المتعلقة بالموظفين، وتوقع احتياجات القوى العاملة في المستقبل.
تتيح نظم إدارة الموارد البشرية تبسيط عملية تصميم جداول العمل، وتسهيل الوصول إليها من قبل جميع الموظفين. كما تساعد في تتبع مواعيد حضور وانصراف الموظفين، وتوزيع فريق العمل بشكل فعال، وتسجيل ساعات العمل الإضافية.
يمكن لهذه الأنظمة مثل نوت أن تتكامل بسهولة مع إدارة الرواتب، مما يسهل عملية حساب الرواتب وإدارة طلبات الإجازات.
تساعد نظم إدارة الموارد البشرية مثل نوت في أتمتة عملية إنشاء وتعبئة تقييمات الأداء، وجمع الردود عليها، مما يوفر بيانات دقيقة وموثوقة حول أداء الموظفين، ويساعد في تحديد الموظفين ذوي الأداء العالي وتطوير استراتيجيات لتحسين الأداء بشكل عام.
تساهم نظم إدارة الموارد البشرية مثل نوت في تبسيط عملية التوظيف من خلال نشر الوظائف الشاغرة على نطاق واسع، وتصفية طلبات التوظيف بناءً على معايير محددة، وتسهيل عملية دمج الموظفين الجدد وتدريبهم.
وتعتبر إدارة الإجازات أحد أهم المهام التي يمكن لنظم إدارة الموارد البشرية مثل نوت تبسيطها وأتمتتها. تتيح هذه الوظيفة تتبع جميع جوانب إدارة الإجازات، مثل التخطيط لأيام الإجازات، وتسجيل طلبات الإجازات، وتحديد المسؤولين عن الموافقة عليها. كما توفر إمكانية أرشفة بعض أنواع الإجازات والموافقة عليها تلقائيًا، ودمج العطلات الرسمية وغيرها، مما يوفر الوقت والجهد ويقلل من الأخطاء المحتملة.
يعتبر شريك أعمال الموارد البشرية (HR Business Partner) عنصرًا أساسيًا في تحقيق أهداف المنشأة، حيث يعمل على دمج وظائف إدارة الموارد البشرية المتنوعة مع مهام الإدارات الأخرى في المنشأة، بهدف تعزيز أداء الموظفين والإدارات، وبالتالي تحقيق النجاح الشامل للمنظمة.
على الرغم من أن هذا المفهوم حديث نسبيًا، إلا أن تطبيقه الناجح في العديد من المنشآت أثبت فعاليته في تحقيق نتائج إيجابية ملموسة. ويتمثل جوهر هذا النجاح في تصميم وتفعيل دور شريك الأعمال بشكل مناسب ومتناسق مع احتياجات المنشأة.
تساهم الأنظمة الإلكترونية لأتمتة عمليات الموارد البشرية في تحرير وقت وجهد شركاء الأعمال، وتمكينهم من التركيز على المهام الاستراتيجية التي تتطلب التفكير واتخاذ القرارات، مثل تطوير المبادرات الإبداعية التي تعزز رضا الموظفين وولائهم، وتقليل معدلات الدوران الوظيفي.
عادةً ما تشترط الشركات على المتقدمين لوظائف الموارد البشرية الحصول على درجة البكالوريوس في مجالات مثل الإدارة، أو التجارة، أو الموارد البشرية، أو علم النفس، أو علم الاجتماع، أو الاقتصاد، أو أي تخصص ذي صلة. ومع ذلك، فإن الحصول على دبلوم أو شهادة احترافية معتمدة دوليًا في إدارة الموارد البشرية يعتبر ميزة تنافسية قوية، نظرًا لأهمية هذا الدور وتأثيره على مختلف عمليات الشركة.
تختلف متطلبات الشهادات في مجال الموارد البشرية باختلاف حجم الشركة ومرحلة نموها، بالإضافة إلى طبيعة الصناعة وثقافة الشركة الداخلية. ومع ذلك، تتفق جميع الشركات على أهمية دور إدارة الموارد البشرية كشريك استراتيجي يساهم في تحقيق أهداف الشركة، وليس مجرد قسم يهتم بالمهام الإدارية والتنظيمية.
فكما تحتاج الشركة إلى استراتيجيات تسويقية وتوسعية واستراتيجيات خاصة بكل قسم، فإنها تحتاج أيضًا إلى استراتيجية فعالة لإدارة الموارد البشرية لتحقيق أفضل النتائج من خلال موظفيها.
في الختام، تعد إدارة الموارد البشرية ركيزة أساسية لنجاح أي شركة، حيث تتجاوز دورها التقليدي في إدارة شؤون الموظفين لتشمل تطوير استراتيجيات شاملة تساهم في تحقيق أهداف الشركة وتعزيز أدائها. وتتنوع مهام إدارة الموارد البشرية لتشمل التخطيط للقوى العاملة، والتوظيف، والدمج الوظيفي، وإدارة الأداء، والتدريب والتطوير، والتعويضات والمزايا، والصحة والسلامة، وعلاقات العمل، وأنظمة معلومات الموارد البشرية، وإدارة المواهب، والتطوير المؤسسي.
وتبرز أهمية استخدام نظم إدارة الموارد البشرية، مثل نوت، في أتمتة المهام الروتينية وتبسيط العمليات، مما يتيح لموظفي الموارد البشرية التركيز على المهام الاستراتيجية الأكثر قيمة. وتشمل هذه الأنظمة العديد من الوظائف، مثل مسير الرواتب، وإدارة شؤون الموظفين، وجداول العمل، وإدارة الحضور والانصراف، وتقييم الأداء، وإدارة التوظيف والإجازات.
بالإضافة إلى ذلك، يلعب شريك أعمال الموارد البشرية دورًا حاسمًا في دمج وظائف الموارد البشرية مع مهام الإدارات الأخرى، وتعزيز التواصل والتعاون بينهما، بما يسهم في تحقيق الأهداف المشتركة للمنظمة.
وفي ظل التنافسية الشديدة في سوق العمل السعودي، يزداد الطلب على الكفاءات المؤهلة في مجال الموارد البشرية، مما يجعل الحصول على شهادة احترافية معتمدة دوليًا ميزة تنافسية قوية للمتقدمين للوظائف في هذا المجال.
الموارد البشرية في المنشآت