دوران الموظفين بعد جائحة كوفيد-19 ارتفاعا في معدلات دوران الموظفين فيما يعرف بـ الاستقالة الكبرى يرجع ذلك إلى عدة أسباب منها تدني الرواتب
دوران الموظفين مقدمة: شهدت الشركات في المملكة العربية السعودية والعالم بعد جائحة كوفيد-19 ارتفاعًا في معدلات دوران الموظفين، فيما يُعرف بـ "الاستقالة الكبرى". يرجع ذلك إلى عدة أسباب، منها تدني الرواتب، وعدم الرضا الوظيفي، والبحث عن فرص أفضل.
يتسبب ارتفاع معدل الدوران في خسائر مالية للشركات، بالإضافة إلى تأثيره السلبي على الإنتاجية والروح المعنوية للفريق.
يتناول هذا المقال أسباب وتداعيات هذه الظاهرة، ويقدم حلولًا عملية لمواجهتها.
يشير مفهوم دوران الموظفين إلى وتيرة تبدل العاملين في الشركة، حيث لا يستمر الموظفون في العمل لفترة طويلة ويغادرون لأسباب مختلفة، سواء كانت شخصية أو تتعلق بالشركة.
ظهر هذا المصطلح في بداية القرن العشرين، عندما بدأ أصحاب الأعمال في التعبير عن قلقهم إزاء ارتفاع معدلات ترك الموظفين للعمل، مما دفعهم إلى إجراء دراسات وأبحاث لفهم هذه الظاهرة ومعالجتها.
يعرف معدل دوران الموظفين بأنه النسبة المئوية للعاملين الذين يتركون الشركة خلال فترة زمنية محددة، عادةً سنة مالية أو تقويمية. يشمل هذا المعدل كل من الموظفين الذين يختارون المغادرة طواعية، وكذلك الذين يتم تسريحهم أو فصلهم من العمل.
تقوم الشركات بقياس معدل الدوران الخاص بها، وكذلك يتم قياسه على مستوى القطاعات والصناعات المختلفة.
يعد معدل دوران الموظفين مؤشرًا هامًا على صحة واستقرار بيئة العمل في الشركة.
فارتفاع هذا المعدل قد يشير إلى وجود مشكلات تؤثر على رضا الموظفين واستقرارهم، مثل ضعف الرواتب أو انعدام فرص التطور الوظيفي. وعلى الجانب الآخر، يعكس انخفاض معدل الدوران بيئة عمل صحية وجاذبة.
يشكل ارتفاع معدل دوران الموظفين تحديًا كبيرًا للشركات، حيث يؤثر سلبًا على استقرارها وإنتاجيتها.
1.الأجور غير التنافسية:
يعد الراتب أحد أهم العوامل التي تدفع الموظفين للبحث عن فرص عمل أخرى.
فإذا كانت الأجور التي تقدمها الشركة أقل من متوسط السوق، فمن الطبيعي أن يبحث الموظفون عن شركات تقدر قيمتهم المادية بشكل أفضل.
2.بيئة عمل سامة:
لا يقتصر مفهوم بيئة العمل على المرافق والمعدات، بل يشمل أيضًا العلاقات بين الزملاء والمديرين، وثقافة الشركة العامة. إذا كانت بيئة العمل سلبية، مليئة بالصراعات والخلافات، أو تفتقر إلى الدعم والتقدير، فإنها تدفع الموظفين للهروب بحثًا عن بيئة عمل أكثر إيجابية.
3.غياب فرص النمو والتطور:
يطمح الموظفون إلى التطور المهني والشخصي، واكتساب مهارات جديدة، وتحقيق إنجازات في مسيرتهم المهنية. إذا لم توفر الشركة فرصًا كافية للتعلم والتطوير، سيشعر الموظفون بالركود والملل، ويبحثون عن شركات تستثمر في نموهم.
4.الأهداف غير الواقعية:
عندما تكون الأهداف التي تضعها الشركة غير واقعية أو يصعب تحقيقها، فإن ذلك يؤدي إلى إحباط الموظفين وفقدانهم للحماس. يجب أن تكون الأهداف طموحة ولكن قابلة للتحقيق، بحيث يشعر الموظفون بالتحدي والإنجاز.
بتحليل هذه الأسباب وفهمها، يمكن للشركات اتخاذ خطوات استباقية لمعالجة المشكلات وتحسين بيئة العمل، مما يساهم في تقليل معدل دوران الموظفين وزيادة استقرار القوى العاملة.
يعد معدل دوران الموظفين المرتفع بمثابة جرس إنذار للشركات، يحذرها من وجود تحديات داخلية قد تؤثر سلبًا على أدائها وسمعتها. ففي حين تسعى الشركات الكبرى جاهدة للاحتفاظ بمواهبها، فإن ارتفاع معدل الدوران يمثل تهديدًا حقيقيًا يجب التصدي له بحكمة
1.التداعيات المالية:
يتسبب ارتفاع معدل دوران الموظفين في خسائر مالية فادحة للشركات. فكلما زاد عدد الموظفين الذين يغادرون، زادت تكاليف التوظيف والتدريب والتأهيل، مما يستنزف موارد الشركة ويؤثر على أرباحها.
بالإضافة إلى ذلك، تفقد الشركة استثماراتها في تطوير مهارات الموظفين المغادرين، مما يمثل خسارة مزدوجة.
2.تدهور بيئة العمل:
في بيئة العمل التي تعاني من ارتفاع معدل الدوران، يتفشى الشعور بعدم الاستقرار والقلق بين الموظفين. يصبح من الصعب بناء علاقات عمل قوية وتعاون مثمر، مما يؤدي إلى تدهور الروح المعنوية وانخفاض الرضا الوظيفي.
3.تراجع الإنتاجية:
يؤثر ارتفاع معدل الدوران سلبًا على إنتاجية الشركة. فالموظفون الجدد يحتاجون إلى وقت للتأقلم مع بيئة العمل الجديدة واكتساب الخبرة اللازمة لأداء مهامهم بكفاءة. هذا يعني أن المشاريع قد تتأخر، والجودة قد تتراجع، والأهداف قد لا تتحقق في الوقت المحدد.
4.تشويه السمعة المؤسسية:
يعد ارتفاع معدل دوران الموظفين مؤشرًا سلبيًا على سمعة الشركة في السوق. فهو يوحي بأن الشركة لا توفر بيئة عمل جيدة، ولا تهتم برفاهية موظفيها، مما يجعل من الصعب جذب الكفاءات المتميزة والاحتفاظ بها.
يعد ارتفاع معدل دوران الموظفين تحديًا حقيقيًا للشركات، ولكنه ليس مستعصيًا على الحل. من خلال اتباع استراتيجيات مدروسة وفعالة، يمكن للشركات تحويل هذه الأزمة إلى فرصة لتعزيز استقرار القوى العاملة وتحسين بيئة العمل.
1.تحليل أسباب الدوران:
2.بناء بيئة عمل إيجابية:
3.تحسين عملية التوظيف:
4.مراجعة هيكل الرواتب والمزايا:
5.تشجيع التواصل المفتوح:
في الختام، يعد ارتفاع معدل دوران الموظفين تحديًا حقيقيًا للشركات، لكنه تحدٍ يمكن التغلب عليه من خلال اتباع استراتيجيات مدروسة وفعالة. يتطلب ذلك فهمًا عميقًا لأسباب الدوران، وتطبيق حلول شاملة تشمل تحسين بيئة العمل، وتطوير عملية التوظيف، ومراجعة هيكل الرواتب والمزايا، وتعزيز التواصل المفتوح.
إن الاستثمار في الموارد البشرية، وتوفير بيئة عمل إيجابية وجاذبة، وتقديم فرص للتطوير والتقدم، هي عوامل أساسية لخفض معدل الدوران والحفاظ على الكفاءات. باتباع هذه الاستراتيجيات، يمكن للشركات أن تحول تحدي دوران الموظفين إلى فرصة للنمو والتطور، وتحقيق النجاح المستدام في سوق العمل التنافسي.