مهارات الموظفين

مهارات الموظفين تبرز المنظمات المرتكزة على مهارات الموظفين كنموذج جديد لإدارة المواهب وتنظيم العمل ما يتيح للشركات تحقيق المزيد من المرونة

ملف 5_page-0016.jpg 1.09 MB

مهارات الموظفين

مهارات الموظفين مقدمة: في عالم الأعمال المتغير باستمرار، تبرز المنظمات المرتكزة على مهارات الموظفين كنموذج جديد لإدارة المواهب وتنظيم العمل، مما يتيح للشركات تحقيق المزيد من المرونة والابتكار والإنصاف. 

فبدلاً من الاعتماد على الأوصاف الوظيفية التقليدية والهياكل الهرمية، تركز هذه المنظمات على القدرات الفردية والجماعية لقوتها العاملة. 

وفي هذا المقال، نستعرض خطوات رئيسية يمكن لإدارات الموارد البشرية اتباعها لبناء منشأة ترتكز على مهارات موظفيها، مما يسهم في تعزيز أداء الشركة وقدرتها على التكيف مع التحديات المستقبلية.

 

كيف يمكن للمنشآت الانتقال من النموذج التقليدي إلى نموذج المنشأة المرتكزة على المهارات؟

تتميز المنشأة المرتكزة على المهارات بتركيزها على تحديد العمل من خلال المهام والأنشطة المطلوبة لتحقيق النتائج المحددة، بدلاً من الاعتماد على الأوصاف الوظيفية التقليدية. 

ولتحقيق ذلك، تتبع هذه المنشآت مقاربتين أساسيتين:

  • التركيز على الخبرة والمهارات: يتم تقليل الاعتماد على الشهادات الأكاديمية في عملية التوظيف، ويتم التركيز بدلاً من ذلك على الخبرة العملية والمهارات الفعلية للمرشحين. 

هذا النهج يتيح للشركات الوصول إلى مجموعة أوسع من المواهب والكفاءات، بغض النظر عن خلفيتهم التعليمية، مما يعزز التنوع في بيئة العمل.

  • تفكيك الوظائف: يتم تحليل الوظائف التقليدية وتقسيمها إلى مهام وأنشطة محددة، مما يساعد في تحديد المهارات المطلوبة لكل مهمة وتنظيم العمل حول هذه المهارات بدلاً من الوظائف التقليدية. 

هذا النهج يوفر مرونة أكبر في توزيع المهام وتوظيف الموظفين بناءً على مهاراتهم الفعلية، مما يعزز الكفاءة والإنتاجية.

 

ما الذي يدفع المنشآت لتبني نموذج يركز على مهارات الموظفين؟

يوفر هذا النموذج العديد من المزايا التي تجعله خيارًا جذابًا للشركات الحديثة، 

من أبرزها:

  • توسيع نطاق المواهب المتاحة: من خلال تحديد المهام بناءً على المهارات المطلوبة لإنجازها، بدلاً من المؤهلات والخبرات التقليدية، يمكن للشركات الوصول إلى مجموعة أكبر وأكثر تنوعًا من المواهب. 

هذا يتيح لها الاستفادة من الكفاءات المختلفة وتشكيل فرق عمل متكاملة وفعالة.

  • تحقيق التوافق الأمثل بين المواهب واحتياجات العمل: يتيح هذا النهج للشركات مطابقة مهارات الموظفين بشكل دقيق مع متطلبات العمل، مما يضمن توظيف الأشخاص المناسبين في الأماكن المناسبة. 

هذا يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحسين الأداء العام للشركة.

  • تعزيز المرونة في بيئة العمل: يسمح هذا النموذج للشركات بتكييف فرق العمل بسرعة وسهولة لتلبية الاحتياجات المتغيرة للسوق. 

يمكن للموظفين التنقل بين الأدوار والمشاريع المختلفة بناءً على مهاراتهم، مما يضمن الاستفادة القصوى من قدراتهم وتلبية متطلبات العمل بشكل فعال.

 

خارطة طريق الموارد البشرية لبناء منظومة عمل قائمة على مهارات الموظفين

يمكن لإدارة الموارد البشرية أن تقود عملية تحويل المنظمة إلى نموذج يركز على مهارات الموظفين، وذلك من خلال ثلاث مراحل رئيسية:

المرحلة الأولى: بناء دراسة الجدوى للمهارات

  • تحديد مفهوم "المهارات": يجب على إدارة الموارد البشرية توحيد فهم مفهوم "المهارات" بين جميع الأطراف المعنية في المنظمة، سواء كانت هذه المهارات تقنية أو معرفية أو سلوكية.
  • توضيح الفوائد المتوقعة: يجب إبراز الفوائد التي ستعود على المنظمة من تبني هذا النهج، مثل زيادة المرونة والابتكار وتحسين الأداء، وذلك باستخدام مقاييس الأعمال الواضحة والمحددة.

المرحلة الثانية: تفكيك وتحديد الاحتياجات

  • تقسيم الوظائف إلى مهام وأنشطة: يجب تحليل الوظائف التقليدية وتقسيمها إلى مهام وأنشطة محددة، مع التركيز على النتائج المرجوة من كل مهمة بدلاً من المسؤوليات التقليدية.
  • ربط المهام بالمهارات: يجب تحديد المهارات المطلوبة لكل مهمة، وتجميعها بطريقة تسهل الوصول إليها ونشرها لتحقيق النتائج المرجوة.
  • فهم المهارات المطلوبة والمتاحة: يجب تحديد المهارات التي تحتاجها المنظمة لتنفيذ العمل، سواء كانت موجودة لدى الموظفين الحاليين أو يمكن الحصول عليها من مصادر خارجية.
  • تقييم مصادر المهارات: يجب استخدام أدوات مثل مصفوفة تجزئة المهارات لتقييم ندرة المهارات وأهميتها وكميتها المطلوبة، وتحديد مصادر الحصول عليها سواء من داخل المنظمة أو خارجها.

المرحلة الثالثة: الانتقال وإدارة التغيير

  • دمج مفهوم المهارات في ممارسات الموارد البشرية: يجب تحويل جميع ممارسات الموارد البشرية، مثل التوظيف والتقييم والتدريب والمكافآت، إلى نهج يركز على المهارات.
  • تشجيع الموظفين على تطوير مهاراتهم: يجب دعم الموظفين وتشجيعهم على تطوير مهاراتهم باستمرار، من خلال توفير فرص التدريب والتطوير المهني المناسبة.
  • تعزيز الشفافية وإبراز المهارات: يجب مشاركة بيانات المهارات مع الموظفين، وتوضيح العلاقة بين المهارات والتطور الوظيفي، مما يساهم في رفع مستوى المهارات في المنظمة.
  • إدارة عملية التغيير: يجب على إدارة الموارد البشرية قيادة عملية التغيير والتأكد من التزام جميع الأطراف المعنية بتبني عقلية قائمة على المهارات.

 

الخاتمة

في عالم الأعمال المتسارع، أصبحت المنظمات التي تركز على مهارات موظفيها هي النموذج الأمثل للمستقبل. 

يتيح هذا النهج للشركات تعزيز مرونتها وقدرتها على الابتكار، وتحقيق التوافق الأمثل بين مهارات الموظفين ومتطلبات العمل.

يتطلب بناء منظومة عمل قائمة على المهارات جهدًا وتخطيطًا، لكن فوائدها على المدى الطويل تفوق التحديات. 

من خلال الاستثمار في تطوير مهارات الموظفين وتوفير بيئة تشجع على التعلم المستمر، يمكن للشركات بناء فريق عمل قادر على مواجهة التحديات المستقبلية وتحقيق النجاح المستدام.

إن تبني هذا النموذج ليس مجرد تغيير في هيكل العمل، بل هو تغيير في الثقافة التنظيمية، حيث تصبح المهارات هي المحرك الرئيسي للنمو والتطور. 

وعندما تتبنى الشركات هذه الثقافة، فإنها تستثمر في مستقبلها ومستقبل موظفيها، وتفتح الباب أمام إمكانيات لا حصر لها للنجاح والابتكار.