مقابلة الخروج من العمل

مقابلة الخروج من العمل هي حوار مفتوح وصريح يُجرى مع الموظف الذي قرر إنهاء علاقته بالشركة سواء كان ذلك بسبب الاستقالة أو انتهاء العقد أو...

����نوت مقالات جديد 3_page-0005.jpg 709.79 KB

مقابلة الخروج من العمل

مقابلة الخروج من العمل مقدمة: الموظفون الموهوبون هم الثروة الحقيقية لأي شركة، وهم المحرك الأساسي لنجاحها وتطورها، ولكن عندما يقرر هؤلاء الموظفون مغادرة الشركة، فإنهم يحملون معهم كنوزًا من المعلومات والرؤى القيمة حول تجربتهم في العمل، وما الذي دفعهم لاتخاذ هذا القرار.

وعلى الرغم من أن مقابلات التوظيف تحظى بأهمية كبيرة في عملية اختيار الموظفين المناسبين، إلا أن مقابلات الخروج غالبًا ما يتم تجاهلها أو التقليل من شأنها، وهذا خطأ فادح حيث تفوت الشركات فرصة ذهبية للاستفادة من آراء الموظفين المغادرين، واكتشاف الثغرات الموجودة في بيئة العمل، وتصحيح الأخطاء، وتحسين تجربة الموظفين بشكل عام.

في هذا المقال، سنغوص في عالم مقابلات الخروج، ونستكشف أهميتها ودورها في تطوير المؤسسة، والتحديات التي قد تواجهها، وكيفية إجرائها بشكل فعال، والمخرجات القيمة التي يمكن الحصول عليها منها.

 

مقابلة الخروج: وداعًا أم بداية جديدة؟

مقابلة الخروج هي حوار مفتوح وصريح يُجرى مع الموظف الذي قرر إنهاء علاقته بالشركة، سواء كان ذلك بسبب الاستقالة، أو انتهاء العقد، أو أي سبب آخر، الهدف من هذه المقابلة ليس مجرد توديع الموظف، بل هو فرصة ثمينة للاستماع إلى وجهة نظره حول تجربته في العمل، وفهم الأسباب التي دفعته للرحيل، وجمع اقتراحاته لتحسين بيئة العمل وتطوير المؤسسة.

 

أهداف مقابلة الخروج: استثمار في المستقبل

تختلف أهداف مقابلة الخروج من مؤسسة إلى أخرى، ومن مسؤول إلى آخر، ولكن بشكل عام، يمكن تلخيص الأهداف الرئيسية لهذه المقابلات في النقاط التالية:

1.استكشاف جوانب تهم عمل الموارد البشرية:

  • فهم أسباب الاستقالة: معرفة الدوافع الحقيقية وراء قرار الموظف بالرحيل، سواء كانت تتعلق بالراتب، أو بيئة العمل، أو فرص التطور، أو أي عوامل أخرى.
  • تقييم تجربة الموظف: الحصول على تقييم شامل لتجربة الموظف في الشركة، بدءًا من عملية التوظيف وحتى لحظة الخروج.
  • تحسين عملية التوظيف: الاستفادة من ملاحظات الموظف لتطوير عملية التوظيف واختيار المرشحين الأنسب.

2.فهم رؤية الموظفين:

  • تقييم رضا الموظفين: معرفة مدى رضا الموظفين عن عملهم وبيئة العمل والمهام الموكلة إليهم.
  • تحسين بيئة العمل: تحديد المشكلات الموجودة في بيئة العمل، واقتراح حلول لتحسينها.
  • تطوير المهام الوظيفية: فهم رؤية الموظفين حول مهامهم الوظيفية، وتحديد ما إذا كانت تتناسب مع مهاراتهم وتطلعاتهم.

3.تقييم القيادة والإدارة:

  • الحصول على تقييم للمهارات القيادية: معرفة رأي الموظف في أسلوب القيادة والإدارة في الشركة.
  • تحسين مهارات القيادة: الاستفادة من ملاحظات الموظف لتطوير مهارات القيادة والإدارة في المؤسسة.

4.دراسة الرواتب والمزايا:

  • مقارنة الرواتب والمزايا: معرفة رأي الموظف في نظام الرواتب والمزايا المقدم من الشركة، ومقارنته بما هو متوفر في السوق.
  • تطوير نظام الرواتب والمزايا: الاستفادة من ملاحظات الموظف لتحسين نظام الرواتب والمزايا، بما يتناسب مع متطلبات السوق واحتياجات الموظفين.

5.كسب الموظفين المغادرين:

  • منح الموظفين انطباعًا إيجابيًا: إظهار اهتمام الشركة برأي الموظف وتقديرها لمساهماته، حتى بعد رحيله.
  • بناء علاقات طويلة الأمد: الحفاظ على علاقة جيدة مع الموظف المغادر، فقد يكون عميلاً محتملاً في المستقبل، أو قد يعود للعمل في الشركة مرة أخرى.

 

التحديات التي تواجه إجراء مقابلات الخروج:

  • ضيق الوقت: قد يكون لدى الموظف المغادر وقت محدود لإنهاء أعماله وتسليمها لخلفه.
  • عدم الرغبة في التعبير عن الرأي: قد لا يشعر الموظف برغبة في التحدث بصراحة، خوفًا من التأثير على علاقاته بزملائه أو سمعته المهنية.
  • التردد في ذكر الأسماء: قد يتردد الموظف في ذكر أسماء أشخاص أو إدارات معينة، خوفًا من التسبب في مشاكل للآخرين.

 

سياسات وإجراءات مقابلات الخروج:

للتغلب على هذه التحديات، يجب على الشركة وضع سياسة واضحة لإجراء مقابلات الخروج، تتضمن النقاط التالية:

  • إجراء المقابلة مع الموظفين المستقيلين فقط: عدم إجراء مقابلات الخروج مع الموظفين المفصولين أو الذين تم إنهاء عقودهم، حيث تتطلب هذه الحالات تعاملًا مختلفًا.
  • شمول جميع المستويات الوظيفية: إجراء مقابلات الخروج مع جميع الموظفين المغادرين، بغض النظر عن مناصبهم أو مستوياتهم الوظيفية.
  • ضمان السرية: التأكيد على سرية المعلومات التي يتم جمعها خلال المقابلة، لضمان حصول الشركة على إجابات صادقة وشفافة.

 

أنواع مقابلات الخروج: أيها الأفضل لمؤسستك؟

تختلف طرق إجراء مقابلات الخروج لتناسب احتياجات المؤسسة وتفضيلات الموظف المغادر، إليك أبرز الأنواع:

1.وجهاً لوجه:

  • الوصف: مقابلة مباشرة بين الموظف ومسؤول الموارد البشرية، وتُعد الأكثر شيوعًا.
  • المزايا: توفر الخصوصية والتركيز، وتسمح بقراءة لغة الجسد وفهم المشاعر بشكل أفضل.
  • التحديات: قد يشعر الموظف بالضغط أو عدم الارتياح في التعبير عن رأيه بصراحة.

2.المحادثة غير الرسمية:

  • الوصف: حوار مفتوح يشبه الدردشة بين الموظف ومسؤول الموارد البشرية، ويمكن إجراؤه خارج مكان العمل أو عبر الهاتف.
  • المزايا: يخفف من حدة التوتر ويشجع على الصراحة والانفتاح.
  • التحديات: قد يصعب توجيه الحوار نحو الأهداف المحددة للمقابلة.

3.الاستبيان:

  • الوصف: يقوم الموظف بملء استبيان يتضمن أسئلة حول تجربته في العمل وأسباب رحيله.
  • المزايا: يوفر الوقت والجهد، ويسمح للموظف بالتعبير عن رأيه بحرية ودون ضغوط.
  • التحديات: قد لا يغطي الاستبيان جميع الجوانب المهمة، وقد لا يتلقى ردودًا من جميع الموظفين المغادرين.

 

متى تجري مقابلة الخروج؟

يختلف توقيت إجراء مقابلة الخروج باختلاف المؤسسات والخبراء، يفضل البعض إجراؤها بعد إعلان الموظف عن نيته في المغادرة وقبل آخر يوم عمل له، بينما يرى آخرون أن الوقت الأنسب هو بعد مغادرة الموظف للشركة، حيث يكون أكثر قدرة على التحدث بصراحة وموضوعية.

 

كيف تعد لمقابلة خروج ناجحة؟

  • تحضير الموظف: يجب أن تكون سياسة الشركة بشأن مقابلات الخروج واضحة وشفافة، وأن يتم إبلاغ الموظفين بها مسبقًا.
  • إعداد الأسئلة: يجب أن تكون الأسئلة مفتوحة وموجهة نحو الأهداف المحددة للمقابلة، وأن تشجع الموظف على التعبير عن رأيه بحرية. 

بعض الأسئلة المقترحة لمقابلة الخروج:

  • لماذا قررت ترك الشركة؟
  • ما هي الجوانب الإيجابية والسلبية في تجربتك في العمل؟
  • هل شعرت بالتقدير والدعم في عملك؟
  • هل واجهت أي تحديات أو صعوبات في عملك؟
  • ما هي النصائح التي تقدمها لتحسين بيئة العمل؟
  • أجندة المقابلة: يجب أن تتضمن المقابلة فقرات محددة، مثل التعريف بالهدف من المقابلة، وطرح الأسئلة، وتسجيل الإجابات، وتأكيد سرية المعلومات.

 

الخاتمة

في الختام، تعد مقابلة الخروج أداة قيمة لا ينبغي الاستهانة بها، فهي تتيح للمؤسسات فرصة فريدة للتعلم من تجارب الموظفين المغادرين، وتحديد نقاط القوة والضعف في بيئة العمل، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسينها.

على الرغم من التحديات التي قد تواجهها المؤسسات في إجراء مقابلات الخروج، إلا أن الفوائد المحتملة تفوق هذه التحديات بكثير، فمن خلال الاستماع إلى آراء الموظفين المغادرين بإنصاف وموضوعية، يمكن للمؤسسات أن تحول هذه المقابلات إلى فرصة للنمو والتطور، وبناء بيئة عمل أكثر جاذبية وإنتاجية.

لذا ندعو جميع المؤسسات السعودية إلى تبني ممارسة إجراء مقابلات الخروج، والاستفادة منها كأداة قوية لتحسين بيئة العمل وتعزيز رضا الموظفين، وبالتالي تحقيق النجاح والتميز في سوق العمل السعودي التنافسي.