تعاون الموارد البشرية والمالية

تعاون الموارد البشرية والمالية في عالم الشركات يسود اعتقاد خاطئ بأن إدارتي الموارد البشرية والمالية تعملان بتناغم لكن في الواقع غالبا ما..

ملف واحد 50_Page_06.png 46.64 KB

تعاون الموارد البشرية والمالية

تعاون الموارد البشرية والمالية مقدمة: في عالم الشركات، يسود اعتقاد خاطئ بأن إدارتي الموارد البشرية والمالية تعملان بتناغم وتكامل. 

لكن في الواقع، غالبًا ما تتسم العلاقة بينهما بالتوتر والتنافس، خاصة عندما تكون إدارة الموارد البشرية تابعة للإدارة المالية بدلاً من أن تكون كيانًا مستقلاً يتبع مباشرة للرئيس التنفيذي. 

هذا الوضع الهيكلي الخاطئ يضع الإدارتين في مواجهة مستمرة، حيث تتعارض أهدافهما ومصالحهما في كثير من الأحيان. 

فبينما تسعى إدارة الموارد البشرية إلى استقطاب وتطوير الكفاءات والحفاظ عليها، غالبًا ما تنظر الإدارة المالية إلى هذه الجهود على أنها تكاليف يجب تقليصها. 

هذا التعارض يؤدي إلى صراع خفي يؤثر سلبًا على أداء الشركة ككل.

 

إدارة الموارد البشرية والمالية: من التنافر إلى التكامل الاستراتيجي

التحدي:

تواجه إدارة الموارد البشرية تحديًا في إثبات العائد الملموس لاستثماراتها في جذب وتطوير الكفاءات، بينما يركز الجانب المالي على ضبط التكاليف وقياس الأداء بمعايير مالية صارمة. 

هذا التباين في الأولويات يخلق فجوة بين الإدارتين ويؤثر سلبًا على أداء المؤسسة.

إذًا، من المسؤول؟

لا يمكن إلقاء اللوم على طرف واحد. كل إدارة تعمل وفقًا لأهدافها ومؤشرات أدائها.
لكن هذا التنافر يسبب ضغوطًا على إدارة الموارد البشرية لتقليص النفقات. وقد يؤثر ذلك على قدرتها على استقطاب أفضل المواهب وتطويرها.

التعاون هو الحل:

يكمن الحل في بناء جسور تعاون استراتيجي بين إدارة الموارد البشرية والإدارة المالية. 

من خلال تبادل البيانات والمعلومات، وتوحيد لغة التواصل، يمكن للإدارتين التوصل إلى رؤية مشتركة حول كيفية تحقيق أهداف المؤسسة.

سبل تعزيز التعاون:

  • دمج البيانات: إنشاء نظام معلومات موحد يجمع بين البيانات المالية وبيانات الموارد البشرية، مما يتيح تحليلًا متكاملًا لأداء المؤسسة وتحديد مجالات التحسين.
  • ثقافة التعاون: كسر الحواجز بين الإدارتين وتشجيع العمل الجماعي من خلال تبادل الخبرات والمعرفة، وتنظيم ورش عمل مشتركة، وتحديد أهداف مشتركة قابلة للقياس.
  • فرق عمل مشتركة: تشكيل فرق عمل متعددة التخصصات تضم خبراء من كلا الإدارتين للعمل على مشاريع محددة، مثل تطوير برامج تعويضات وحوافز مبتكرة، وتحسين استراتيجيات التوظيف والتدريب.

فوائد التعاون:

  • تحسين اتخاذ القرارات: من خلال تحليل البيانات المتكاملة، يمكن للإدارتين اتخاذ قرارات استراتيجية أكثر فعالية تساهم في تحقيق أهداف المؤسسة.
  • زيادة الإنتاجية: تعزيز التعاون بين الإدارتين يؤدي إلى تحسين بيئة العمل وزيادة رضا الموظفين، مما ينعكس إيجابًا على إنتاجيتهم.
  • النمو المستدام: من خلال استثمار الموارد المالية بكفاءة في تطوير رأس المال البشري، يمكن للمؤسسة تحقيق نمو مستدام على المدى الطويل.

 

الموارد البشرية ليست مجرد تابع مالي:

رغم أهمية التعاون مع الإدارة المالية، إلا أن تبعية الموارد البشرية لها قد تعيق تحقيق أهدافها الاستراتيجية.

فالموارد البشرية ليست مجرد أداة لضبط التكاليف، بل هي شريك استراتيجي في بناء مؤسسة ناجحة.

 

مسؤولية الموارد البشرية تتجاوز اختيار الموظفين:

صحيح أن الموارد البشرية تتحمل مسؤولية اختيار الكفاءات المناسبة، لكن دورها يتجاوز ذلك بكثير.

 فهي مسؤولة عن تطوير بيئة عمل إيجابية، وتعزيز ثقافة الأداء، وضمان تحقيق التوازن بين مصالح الموظفين وأهداف المؤسسة.

 

لغة مشتركة مع المالية، ولكن...:

من الضروري أن تتواصل الموارد البشرية مع الإدارة المالية بلغة الأرقام لتوضح كيف تساهم استثماراتها في رأس المال البشري في تحقيق النتائج المالية المرجوة. ومع ذلك، يجب ألا يتحول هذا التواصل إلى تبعية تامة، حيث إنه من المهم أيضًا ألا يتم تهميش دور الموارد البشرية في رعاية مصالح الموظفين.

 

التبعية المباشرة للرئيس التنفيذي: ضرورة حتمية

لضمان تحقيق أهدافها الاستراتيجية، يجب أن تتبع إدارة الموارد البشرية مباشرة للرئيس التنفيذي. 

هذا يسمح لها بالمشاركة في صياغة رؤية ورسالة المؤسسة، والتأثير في خططها الاستراتيجية طويلة الأجل.

 

الموارد البشرية ليست مجرد قسم خدمات:

تهميش إدارة الموارد البشرية وجعلها مجرد قسم صغير ضمن إدارة الخدمات المشتركة، كما يحدث في بعض المؤسسات الحكومية، يقلل من أهميتها ويحد من قدرتها على تحقيق أهدافها.

 

الخاتمة

يعد التناغم والتعاون بين إدارات الشركة، وخاصة الموارد البشرية والمالية، مؤشرًا قويًا على كفاءة الإدارة ونجاح المؤسسة. 

إن تحقيق الأهداف المشتركة يتطلب تواصلًا فعالًا قائمًا على لغة الأرقام والقياسات، مما يعكس فهمًا عميقًا لأهمية إدارة الموارد البشرية في تطوير الكفاءات وتوفير بيئة عمل محفزة. 

هذا التكامل والتواصل يساهمان بشكل مباشر في رفع الكفاءة الإنتاجية للشركة وتحقيق النمو المستدام.