تجنب فشل إدارة الفرق 

تجنب فشل إدارة الفرق: نستعرض أبرز الأخطاء التي يقع فيها أصحاب العمل ومديرو الموارد البشرية عند إدارة فرق العمل عن بُعد في السعودية .......

نوت مقالات جديد-1_page-0007.jpg 679.89 KB

تجنب فشل إدارة الفرق 

تجنب فشل إدارة الفرق مقدمة: يشهد العمل عن بُعد نموًا متسارعًا في المملكة العربية السعودية، مدفوعًا بالتقدم التكنولوجي وتغير أنماط الحياة وتفضيلات الموظفين. يوفر هذا النموذج الجديد للعمل مرونة أكبر للموظفين، مما يمكّنهم من تحقيق توازن أفضل بين حياتهم المهنية والشخصية، ويساهم في تقليل التكاليف التشغيلية للشركات، مثل تكاليف الإيجار والمرافق.

ومع ذلك، فإن إدارة فريق العمل عن بُعد ليست مهمة سهلة، حيث تأتي مع مجموعة من التحديات الفريدة التي تتطلب من أصحاب العمل ومديري الموارد البشرية إعادة التفكير في أساليب الإدارة التقليدية وتبني استراتيجيات جديدة للتواصل والتعاون وبناء الثقة.

في هذا المقال، نستعرض أبرز الأخطاء التي يقع فيها أصحاب العمل ومديرو الموارد البشرية عند إدارة فرق العمل عن بُعد في السعودية، ونقدم حلولًا عملية لتجاوز هذه التحديات. سنناقش أيضًا أفضل الممارسات التي يمكن أن تساعد الشركات على بناء فُرُق عمل عن بُعد مترابطة ومنتجة، وتحقيق أقصى استفادة من هذا النموذج الجديد للعمل.

 

كيف تتجنب الفشل في إدارة فريق العمل عن بُعد

1.إغفال أهمية التقييم المستمر:

  • يعتبر التقييم الدوري لأداء الموظفين عن بُعد أمرًا بالغ الأهمية لضمان تحقيق الأهداف المرجوة. يجب على المدراء وضع معايير واضحة لتقييم الأداء، وتقديم تغذية راجعة منتظمة للموظفين حول نقاط القوة والضعف، وتحديد مجالات التحسين. يمكن استخدام أدوات التقييم عبر الإنترنت، مثل استطلاعات الرأي والمقابلات المرئية، للحصول على تغذية راجعة مستمرة من الموظفين حول أدائهم ورضاهم الوظيفي.
  • يجب أن يكون التقييم شاملاً ومتعدد الجوانب، بحيث لا يقتصر على تقييم الإنتاجية فحسب، بل يشمل أيضًا تقييم مهارات التواصل والتعاون والقدرة على حل المشكلات.

2.التواصل غير الفعال:

  • يعد التواصل الفعال أحد أكبر التحديات في إدارة فرق العمل عن بُعد. يجب على المدراء توفير قنوات اتصال متعددة، مثل الاجتماعات الافتراضية، والمكالمات الهاتفية، والرسائل الفورية، لضمان التواصل السلس والفعال مع الموظفين. كما يجب عليهم تشجيع الموظفين على التواصل مع بعضهم البعض، وتبادل المعلومات والأفكار بشكل منتظم. يمكن استخدام منصات التواصل الاجتماعي الداخلية، مثل Slack أو Microsoft Teams، لتعزيز التواصل والتعاون بين الموظفين.
  • يجب على المدراء أيضًا أن يكونوا متاحين للإجابة على أسئلة الموظفين وتقديم الدعم لهم عند الحاجة.

3.عدم تحديد الأهداف والتوقعات بوضوح:

  • يجب على المدراء تحديد أهداف واضحة وقابلة للقياس لكل موظف، وتوضيح التوقعات بشأن الأداء والسلوك. يمكن استخدام أدوات إدارة المشاريع لتتبع تقدم الموظفين وتقديم الدعم اللازم لهم لتحقيق أهدافهم. يجب أن تكون هذه الأهداف واقعية وقابلة للتحقيق، وأن يتم مراجعتها وتحديثها بشكل دوري.
  • يجب على المدراء أيضًا أن يشاركوا الموظفين في عملية تحديد الأهداف، وأن يضمنوا أنهم يفهمون الأهداف ويتفقون عليها.

4.عدم توفير الدعم والتوجيه اللازمين:

  • يحتاج الموظفون الذين يعملون عن بُعد إلى دعم وتوجيه مستمرين من مديريهم. يجب على المدراء أن يكونوا متاحين للإجابة على أسئلة الموظفين وتقديم المساعدة عند الحاجة. كما يجب عليهم توفير فرص للتدريب والتطوير المهني لمساعدة الموظفين على تطوير مهاراتهم وتحقيق أهدافهم المهنية. يمكن تنظيم جلسات تدريبية عبر الإنترنت، وتقديم دورات تعليمية إلكترونية، وتوفير الموارد التعليمية الأخرى.
  • يجب على المدراء أيضًا أن يقدموا للموظفين تغذية راجعة منتظمة حول أدائهم، وأن يساعدوهم على تحديد نقاط القوة والضعف وتطوير خطط للتحسين.

5.إهمال بِناء ثقافة فريق قوية:

  • يمكن أن يشعر الموظفون الذين يعملون عن بُعد بالعزلة والانفصال عن الفريق. يجب على المدراء بذل جهد إضافي لتعزيز ثقافة الفريق وتشجيع التفاعل الاجتماعي بين الموظفين، وذلك من خلال تنظيم فعاليات اجتماعية افتراضية، مثل حفلات افتراضية أو مسابقات عبر الإنترنت، وتشجيع المشاركة في المشاريع الجماعية، وتوفير فرص للتواصل غير الرسمي، مثل غرف الدردشة الافتراضية أو قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بالفريق.
  • يجب على المدراء أيضًا أن يشجعوا الموظفين على التواصل مع بعضهم البعض بشكل غير رسمي، وأن يوفروا لهم فرصًا للتعارف والتواصل الاجتماعي خارج إطار العمل.

6.عدم الثقة في الموظفين:

  • يعتبر بناء الثقة بين المدير والموظفين عنصرًا أساسيًا في نجاح العمل عن بُعد. يجب على المدراء أن يثقوا في قدرة موظفيهم على العمل بشكل مستقل وتحقيق النتائج المرجوة، وأن يمنحوهم الحرية والمرونة اللازمة للقيام بذلك. يمكن بناء الثقة من خلال التواصل المفتوح والشفاف، وتقديم التقدير والثناء على الإنجازات، وتفويض المسؤوليات بشكل فعال.
  • يجب على المدراء أيضًا أن يتجنبوا المراقبة المفرطة للموظفين، وأن يركزوا بدلاً من ذلك على النتائج والأهداف.

7.عدم توفير الأدوات والموارد اللازمة:

  • يحتاج الموظفون الذين يعملون عن بُعد إلى الأدوات والموارد اللازمة لأداء عملهم بفعالية، مثل أجهزة الكمبيوتر والبرامج والتطبيقات اللازمة، بالإضافة إلى الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة. يجب على الشركات توفير هذه الأدوات والتأكد من أن الموظفين يعرفون كيفية استخدامها بشكل صحيح. يمكن تقديم الدعم الفني للموظفين عند الحاجة، وتنظيم دورات تدريبية حول كيفية استخدام الأدوات الجديدة.
  • يجب على الشركات أيضًا أن تضع في اعتبارها توفير بدلات مالية للموظفين لتغطية تكاليف الإنترنت والكهرباء وغيرها من النفقات المتعلقة بالعمل عن بُعد.

8.عدم الاهتمام بالصحة والسلامة:

  • يجب على الشركات أن تهتم بصحة وسلامة الموظفين الذين يعملون عن بُعد، وتوفر لهم المعلومات والتدريب اللازمين للعمل بأمان في المنزل أو أي مكان آخر يختارونه. يمكن للشركات تقديم نصائح حول بيئة العمل الصحية، مثل الإضاءة المناسبة ووضعية الجلوس الصحيحة، وتشجيع الموظفين على أخذ فترات راحة منتظمة وممارسة الرياضة.
  • يمكن للشركات أيضًا أن توفر للموظفين إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية عن بُعد، مثل الاستشارات الطبية والنفسية عبر الإنترنت.

9.عدم التكيف مع التنوع الثقافي:

  • في ظل العولمة وانتشار فرق العمل المتنوعة، يجب على المدراء أن يكونوا على دراية بالاختلافات الثقافية وأن يتعاملوا معها بحساسية واحترام. يجب عليهم أيضًا توفير التدريب اللازم للموظفين حول كيفية التواصل والتعاون بفعالية مع زملائهم من ثقافات مختلفة. يمكن تنظيم ورش عمل حول التنوع الثقافي، وتشجيع الموظفين على تبادل الخبرات والمعرفة حول ثقافاتهم المختلفة.
  • يجب على المدراء أيضًا أن يحرصوا على أن تكون سياسات وإجراءات العمل شاملة للجميع، وأن تراعي التنوع الثقافي في جميع جوانب العمل.

10.عدم قياس ومراقبة الأداء:

  • يجب على الشركات وضع نظام فعال لقياس ومراقبة أداء الموظفين عن بُعد، وذلك لضمان تحقيق الأهداف المرجوة وتحديد مجالات التحسين. يمكن استخدام أدوات مثل جداول البيانات، ومنصات إدارة المشاريع، وتقارير الأداء الدورية. يجب أن يكون هذا النظام شفافًا وعادلًا، وأن يوفر للموظفين تغذية راجعة منتظمة حول أدائهم.
  • يجب على المدراء أيضًا أن يتواصلوا بانتظام مع الموظفين لمناقشة أدائهم وتقديم الدعم والتوجيه اللازمين.

11. عدم توثيق عقود العمل المرن بشكل صحيح:

  • يختلف العمل المرن عن العمل عن بُعد، حيث يتميز الأول باحتساب الأجر على أساس الساعة، بشرط ألا تتجاوز ساعات العمل المتفق عليها نصف ساعات العمل المعتادة في المنشأة. ومع ذلك، غالبًا ما يتم الخلط بين العمل المرن والعمل عن بُعد، مما يؤدي إلى عدم توثيق عقود العمل المرن بشكل صحيح.
  • لضمان الامتثال للأنظمة والقوانين، يجب على الشركات التي توظف عمالة مرنة توثيق عقود العمل الخاصة بهم عبر منصة "مرن" الإلكترونية، والتي تم تطويرها خصيصًا لهذا الغرض من قبل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية. توثيق العقود عبر هذه المنصة يحمي حقوق كل من صاحب العمل والعامل، ويجنب الشركة الوقوع في مخالفات قانونية.

 

الخاتمة

يمثل العمل عن بُعد فرصة كبيرة للشركات والموظفين على حد سواء، ولكن نجاحه يتوقف على مدى قدرة أصحاب العمل على تجنب الأخطاء الشائعة في إدارته. إن بناء الثقة، وتعزيز التواصل، وتوفير الدعم والتوجيه، وتحديد الأهداف والتوقعات بوضوح، وتوثيق العقود بشكل صحيح، كلها عوامل حاسمة لضمان نجاح فريق العمل عن بُعد.

إن تجنب هذه الأخطاء لا يضمن فقط تحقيق أقصى استفادة من هذا النموذج الجديد للعمل، بل يساهم أيضًا في بناء بيئة عمل إيجابية ومنتجة، حيث يشعر الموظفون بالتقدير والتحفيز، مما ينعكس إيجابيًا على أدائهم وولائهم للشركة.


تجنب فشل إدارة الفرق